سيدربوست Cedarpost
بعض القصص والروايات شديد الغرابة، بحيث يعجز القارئ عن تصديقها، لأن التفاصيل والأحداث التي تحملها تفوق مقدرة المتلقي في استيعاب أحداثها العجيبة، ويكمن العجب في كون تلك الروايات لا تستند في وقائعها وأحداثها إلى تفاصيل خيالية وافتراضية، بل هي من الواقع الحقيقي.
ومن أشهر الحكايات العجيبة والغامضة والغريبة التي تفوق الخيال، تلك المتعلقة بالكاتب الهولندي «ريتشارد كلينهامر»، «1937-2016»، وهو الروائي الذي لم يحظ بشهرة كبيرة في مجال الكتابة، حيث جاءت شهرته عقب جريمة ارتكبها عام 1991، بعد أن قام بقتل زوجته «جوهانا»، بحثاً عن الإلهام من أجل كتابة رواية، وهي التي حملت عنوان «الأربعاء.. يوم اللحم المفروم»، وحملت تفاصيل الجريمة كاملة، فقد أوضح كلينهامر فيها كيفية قيامه بقتل وتقطيع زوجته.
وبعد أن نفذ كلينهامر جريمته، أعلن عن أن زوجته قد اختفت دون سابق إنذار وأبلغ الشرطة بذلك، وبعد تحقيق وبحث لم يتم العثور على جثة الزوجة وهنا ظن الجميع أن «جوهانا»، قد هربت من كلينهامر.
وبعد جهود مضنية توقفت الشرطة عن مهمة البحث عنها، وظن الكاتب أنه قد صار في مأمن من أيدي الشرطة والعقاب، ولكن في عام 2000، تم الكشف عن تفاصيل وسر الجريمة، ففي عام 1997، قام كلينهامر ببيع منزله، لينتقل إلى بيت جديد، ولكن قبل أن تمضي أيام معدودات، عثر السكان الجدد على عظام زوجة الكاتب التي كانت مدفونة في باحة المنزل، وعلى الفور قامت الشرطة باعتقال كلينهامر، الذي أقر بارتكابه الجريمة، بل وذكر أنه يشعر بالفخر لإقدامه على قتل زوجته، ذلك لأنه قد نجح في مسعاه وهو كتابة الرواية.
كما اعترف بأنه بعدما فعل ما فعل قام بدفن جثة زوجته، ليس خوفاً من افتضاح جريمته، وإنما رغبةً منه في عدم افتضاح أمر روايته، وقد تحقق له ذلك طوال هذه الفترة.
حياة عادية
عاش كلينهامر حياة طبيعية، فقد كان منذ صباه الباكر محباً للقراءة والكتابة، ويطالع أي مؤلف روائي يقع في يده، وقد تحول شغفه في نهاية المرحلة الثانوية من مجرد القراءة إلى الكتابة، وهو الأمر الذي أبدع فيه، كما فاز بجائزة التميز في المدرسة أكثر من مرة، وقد تحدث رفاقه كثيراً عن مقدرته على خلق القصص الغريبة.ومه ذلك فقد كان يحلم بنشر رواية باسمه بأي طريقة ممكنة، لكن كل الأبواب أغلقت في وجهه، وهذا دفعه للتفكير في طريقة أخرى مجنونة، تزوج في ال 25 من «جوهانا» والتي وقع في حبها بعد دراسته الجامعية.
حكم القضاء الأميركي على كلينهامر، بالسجن لمدة سنتين، ولم يقض في السجن سوى 6 أشهر فقط، فقد قيل إن حسن السير والسلوك قد جعل إدارة السجن تأخذ قراراً بالإفراج عنه ثم توفي في يناير كانون الثاني.
رابط مختصر:https://cedarpost.com.au/?p=12084
