منوعات

هل ستهدم مصر قبر طه حسين؟

ابنته تفكر في نقل رفاته الى خارج مصر

سيدربوست Cedarpost

 

رغم مرور نحو نصف قرن على وفاته، يطل علينا «عميد الأدب العربي» طه حسين، والمعروف بمعاركه الفكرية التي شغلت مصر طوال عقود، في معركة جديدة من مثواه الأخير، بعد تداول أنباء عن قرار حكومي بإزالة مقبرته الكائنة قرب مسجد الصوفي الشهير إبن عطاء السكندري، بدأت معه أسرته بالتفكير في نقل رفاته خارج مصر.

واشتعل الجدل بشأن طه حسين، بعدما فوجئت عائلته قبل أيام بوجود كلمة «إزالة» بالخط الأحمر على جانبي المقبرة الواقعة في قرافة سيدي عبدالله بمنطقة التونسي، وبالعلامات نفسها على المقابر التي تليها والتي طالتها عمليات إزالة، تمهيداً لتنفيذ مشروع محور «ياسر رزق» الذي يهدف إلى تقليل الزحام المروري في المنطقة.

وعقب تداول تلك الأنباء على نطاق واسع، خرجت حفيدة عميد الأدب العربي، مها عون، مؤكدة أنها تواصلت مع محافظة القاهرة لاستيضاح القرار، حيث ردت المحافظة بأنها أجرت بالفعل أعمال الحصر للمنطقة الواقع داخلها المدفن، ولكنهم لا يعلمون هل سيتم هدمه، أم لا، حيث إن هذا الأمر من اختصاص جهة أخرى بخلاف المحافظة. وعقب ذلك التقط أحد أفراد عائلة الأديب الراحل، صورة لنزول أول معدات الهدم إلى المدافن.

وأوضحت حفيدة الأديب الكبير، أنه تم قطع المياه تماماً عن الأشجار التي تزين المقبرة. وأضافت: لا أعرف إن كان هذا القطع عن عمد، أم هو مشكلة في مواسير المياه.. لكن الخلاصة إن المياه توقفت وهذا يمثل مشكلة بالنسبة لقبر طه حسين، لأن فيه أشجاراً كانت زوجته سوزان زرعتها منذ وفاته.

وأفادت عون، بأن عائلة الأديب الكبير تفكر حالياً في نقل الرفات خارج مصر، موضحة أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على القرار. وتداولت معها أنباء تشير إلى أن باريس هي وجه الرفات، حيث درس طه حسين خلال شبابه، وحيث يعيش حالياً أحفاده، لكنه أمر نفته الحفيدة التي أكدت انه لم يتم تحديد أي دولة في هذا الشأن.

ولا يتعلق الأمر برفات الأديب الكبير فقط، بل تضم المقبر أيضاً رفات ابنته أمينة، التي كانت من أوائل الفتيات اللائي حصلن على شهادة جامعية في مصر، ورفات زوجها الراحل محمد حسن الزيات، وزير خارجية مصر الأسبق.

وبعد أن باتت الحادثة حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انهمرت الاقتراحات من مشاهير وكتاب طالبوا بتكريم الأديب الكبير، بنقل رفاته إلى مكان آخر يليق بمكانته الأدبية، وإسهاماته، فاقترح الكاتب الصحفي عبدالعظيم حماد، إطلاق حملة اكتتاب بين المثقفين للمساهمة في نقل رفات عميد الأدب العربي إلى ضريح جديد يليق بمكانته، ويُلحق بجامعة القاهرة.

فيما طالب الكاتب يوسف زيدان بنقل الرفات إلى مشهد أنيق الطراز، يُبنى في الحديقة المقابلة للباب الكبير لجامعة القاهرة.

واقترح الصحفي محمد عبدالرحمن، نقل الرفات إلى متحف طه حسين المقام في منزله المعروف باسم «رامتان» بالهرم، فيما رأي مدير تحرير صحيفة «الشروق» الكاتب محمد بصل، نقل الرفات إلى ميدان الجلاء، حيث يقف تمثال الأديب الكبير نحو 20 عاماً، بحيث يقام ضريح له بجوار تمثاله، ويعاد تخطيط الميدان بالكامل، لتكريم الرمز الكبير.

ويعد طه حسين، المولود في عام 1889، أحد أشهر الأدباء العرب، في القرن العشرين، واشتهر بمعاركه الفكرية مع رواد الأدب آنذاك، أمثال محمود عباس العقاد، ومصطفى صادق الرافعي، وتولى وزارة المعارف في خمسينات القرن الماضي، وتوفي في عام 1973.

رابط مختصر:https://cedarpost.com.au/?p=13762

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى