سيدربوست Cedarpost
ربما يكون جول فيرن (1828 – 1905) هو القاص والروائي الفرنسي الأبرز في القرن التاسع عشر الذي كتب أعمالاً فيها قدر كبير من الخيال العلمي الأقرب إلى الحقيقة، وميزة ما كتب جول فيرن تكمن في ذلك الخيال الذي تظهر فيها عبقرية التوقع، وهي سمة ميزت معظم أعماله التي تجاوزت ال 40 بين قصة ورواية وعمل مسرحي.
هنا، نحن نتحدث عن كاتب سجلت أعماله الإبداعية سابقة غير معهودة في أدب الخيال العلمي، ومن يقرأ هذه الأعمال سوف يشعر بالدهشة من حجم المقاربة البيانية التي تشمل تفاصيل الواقع الذي نعيش فيه، هذا على الرغم من مرور أكثر من 100 عام على مجمل نتاجه الأدبي.
ولنأخذ على سبيل المثال كتابه «من الأرض إلى القمر» الذي ألفه في عام 1865 ووصف بالكتاب الاستثنائي، وكان موضوعه حول الرحلات الفضائية التي أصبحت حقيقة بعد نحو 100 عام فقط مع أول رحلة للبشرية إلى القمر في عام 1969.
ومصدر الدهشة في الرواية، هو ذلك التشابه الكبير مع الرحلة الفعلية فقد ذكر فيرن موقع الإطلاق على أنه فلوريدا، ولم يكن أحدٌ قد فكر بعد حتى في إنشاء مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.
ومن أوجه التشابه الأخرى التي تطابقت مع الواقع، هو ذكر عدد رواد الفضاء وكان 3 رواد، وهو ذات العدد في رحلة أبولو إلى الفضاء التي حملت على متنها ثلاثة من رائدي فضاء.
وما اكتشفه النقاد، وكل من قرأ الرواية الأصل، هو وقوفهم على أوجه تشابه أخرى بين الرواية الواقع، فقد سبق أن تنبأ جول فيرن في روايته بظاهرة «انعدام الوزن» التي تصاحب رواد الفضاء خلال سباحتهم في الفضاء الخارجي وبين الأجرام السماوية، حيث تكون محطة الفضاء وكل شيء داخلها في سقوط حر باتجاه الأرض.
ما يدهش حقاً في معظم أعمال جول فيرن، والتي وصفت بالاستثنائية، هو اختياره لأسماء وعناوين تتشابه مع مصطلحات الفضاء الذي نعيش تفاصيله اليوم. تحولت معظم أعمال فيرن إلى أفلام وحصدت ملايين المشاهدين، ومنها: حول العالم في ثمانين يوماً، وخمسة أسابيع في منطاد، ورحلة على مذنب، ومتمردي السفينة باونتي، وحطام سنثيا، والأرخبيل على النار، والشمال ضد الجنوب، أبو الهول الجليدي، ومغامرات عائلة الجرذ.
رابط مختصر: https://cedarpost.com.au/?p=12244