
إنضم الى التجمع المسيحي والرابطة المارونية وحزب العمال الأسترالي وترأس جمعية الجية الخيرية
جورج قبلان القزي: ساعد أكثر من ثلاثين عائلة من الجية للمجيء الى أستراليا
سافر في السبعينات الى لبنان وأصبح عضواً في بلدية الجية
جورج قبلان القزي، أحد الوجوه المعروفة في الجالية اللبنانية في أستراليا، ترأس جمعية الجية الخيرية بين سنتي 1985 و1988 وكان أحد مؤسسيها سنة 1963 ، كما كان عضواً في التجمع المسيحي الأسترالي اللبناني وفي الرابطة المارونية لدى تأسيسها في عهد المطران عبدو خليفة كما انضم الى حزب العمال الأسترالي، ومن خلال هذه المراكز بنى شبكة علاقات واسعة سخّرها لمساعدة أبناء بلدته.
تميّز جورج في اندفاعه لخدمة أبناء بلدته والجوار وله الفضل في استقدام عشرات العائلات الى أستراليا وبعضهم كان مرفوضاً.
كان بيته مفتوحاً لخدمة الناس وكان هو وزوجته ليلى يحرصان على مساعدة الجميع خاصة في فترة الحرب اللبنانية.
والحديث مع جورج لا ينتهي، لكننا نعرض هنا معلومات استقيناها من جورج نفسه:
حاوره أنطوان القزي
ولد جورج قبلان القزي في الجية في 24 أيلول سنة 1940
التحق أولاً لمدة سنتين بمدرسة راهبات العائلة المقدسة في الجية.
تابع دروسه الابتدائية في مدرسة مار شربل للرهبانية المارونية في الجية.
بعد حصوله على الشهادة الابتدائية “السرتفيكا” التحق بمدرسة سيدة مشموشة تلميذاً داخلياً وهناك حصل على الشهادة التكميلية “البريفيه”.
ثم التحق بمدرسة الناصرة في بيروت حيث كان يسكن مع فؤاد والبير نخلة وكانا يستأجران بيتاً فوق محلهما في شارع عبد الوهاب الإنكليزي وكان محلّهما ملتقىً دائماً لبعض شباب الجية. وهناك تابع جورج سنتين من المرحلة الثانوية الى أن حصلت الهزة الارضية في آذار سنة 1956 وبعدها كانت أحداث ثورة سنة 1958. عندذلك عاد جورج الى الجية وبدأ التدريس في مدرسة مار شربل لفترة سنتين.
سنة 1960 وبإيعاز من الأب باسيل القزي، التحق جورج بمدرسة مار مارون في مجدل المعوش ليدرّس فيها. وكان يعلّم اللغة العربية والحساب واللغة الانكليزية.
في مجدل المعوش أمضى سنة واحدة تعرّف خلالها الى زوجته ليلى سليم صابر وكانت تلميذة في مدرسة الراهبات المجاورة، وجاءت يوماً مع صديقتها الى مدرسة مار مارون تسألان عن أزياء للصبيان لأنهما كانتا ستقومان بهذا الدور في مسرحية في مدرستهما ، وكانت ليلى لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها.
ومنذ ذلك اليوم راحت العلاقة تتوطد بين جورج وليلى.
وبين كانون الثاني وأيار 1960 كان جورج يزور ليلى في منزلها الى ان اقترب موعد سفره الى استراليا، فتقدم لخطبة ليلى لكن والديها رفضا تزويجها لأنهما لا يريدان ارسالها الى استراليا لأنها وحيدة.
أمام رفض الوالدين، اتفق جورج مع صديق له كي يوقف سيارته في إحدى السهرات قريباً من منزل أهل ليلى. في هذا الوقت اقترب جورج من المنزل وأشار الى ليلى من الشباك كي تخرج، وبدون تردد خرجت وذهبت مع جورج وصديقهخ الى علمان حيث منزل شقيقة جورج فيكتوريا زوجة طانيوس عساف.
تزوّج جورج وليلى (خطيفة) في علمان في 6 أيار 1960 وكان الإشبين صهره طانيوس عساف والإشبينة شقيقته فيكتوريا.
وقام اهل ليلى بتقديم شكوى ضد مجهول قام بخطف ابنتهما القاصر.
بعد أيام وفي 28 أيار سنة 1960 سافر جورج لأن والده كان حجز له في وقت سابق تذكرة سفر الى أستراليا، وترك زوجته في لبنان مع أهله وعلى المرفأ طلبت اليه أن يصطحبها معه لأنها لا تعرف أحداً في الجية. وبعد سنة تبعته الى أستراليا.
سافر جورج على متن باخرة اسمها روما الى بور سعيد في مصر وهناك سافر على متن باخرة أكبر. وفي هذه الباخرة أمضوا اربعة ايام دون تناول الطعام بسبب ارتفاع الأمواج والعاصفة القوية.
يقول جورج:” خفنا خوفاً شديداً وكانت الباخرة تميل يمنة ويسرة ومن الأسفل الى الأعلى كأنها تغور في وادٍ عميق، وبقينا على هذه الحال تسعة أيام وعندما تجاوزنا خط الإستواء أصبح المحيط هادئاً”.
يضيف جورج:”وصلنا إلى ميناء فريمانتل في غرب أستراليا في 22 حزيران 1960 وفي اليوم التالي أبحرنا إلى ملبورن حيث استقبلنا جميعاً كاهن ماروني ودعانا لتناول طعام الغداء في منزل عائلة لبنانية معروفة ( اعتقد ان اسمه المونسنيور بولس الخوري). كانت المرة الأولى منذ مغادرتنا لبنان نتناول فيها وجبة على أرض صلبة منذ ما يقرب من شهر. لقد كانت وجبة ممتعة للغاية من كبة نية ومشاوي وتبولة.
وصلنا إلى سيدني في 29 حزيران (يونيو) 1960. وكان أخي كرم ينتظر في الميناء مع الياس حاتم وشفيق عبد الله وعدد قليل من أبناء الجية”.
لدى وصوله الى أستراليا ، تقدّم جورج للعمل في دائرة الباصات وكان يرافقه شفيق عبدالله القزي، وكان يسكن في منطقة اشبري، وعمل في دائرة الباصات سنتين وتسعة أشهر.
بعد سنة وصلت ليلى الى أستراليا في 6 اب سنة 1961 على متن باخرة يونانية برفقة نهاد مخايل سعيد القزي. “وكنت أعمل سائق باص “عملت في الحافلات لمدة 3 سنوات حتى بلغ طفلنا طوني 3 سنوات. في ذلك الوقت، سنة 1963، قررت أنا وليلى شراء محل ( ميكس بزنس) في رايد.
سنة 1967 زرت لبنان بصحبة ابني جوني لفترة شهرين ، من كانون الثاني الى آذار وكان عمره سنتين، لأن ليلى لا تستطيع وحدها الاهتمام بولدين.
احب جوني الجية لأنه كان مدللاً من كل الناس.
وفي طريق عودتنا الى استراليا تعرّضت الطائرة الى مطب هوائي فوق جبال الهيمالايا وهبطت 800 مئة متر دفعة واحدة ، وراح الركاب يبكون ويصرخون والطائرة تهتز بقوة، التفتُّ الى جانبي ، لم أرَ ابني جوني ورحت اصرخ ونهضت من مكاني لأفتش عنه لكن المضيفة اجبرتني على البقاء في مكاني، وبعد نصف ساعة عادت به احدى المضيفات وهو يحمل كيساً من الحلوى وقالت :” لقد كان عاقلاً ولطيفاً.. ومرّهذا القطوع على خير.
بعد عودتي الى أستراليا، بقينا في رايد حتى آب أغسطس 1969، عندما قمت ببيع الشركة بمبلغ 54 ألف دولار”.
سنة، 1969، عاد جورج وزوجته ليلى الى لبنان، وهناك اشترى 3 سيارات تاكسي وصهريجَي بنزين. وبنى بيتاً قرب بيت أهله.
وسنة 1972 تمّ تعيينه عضواً في بلدية الجية التي يرأسها قزحيا بطرس القزي.
لدى عودة جورج الى أستراليا سنة 1976، وطلبوا منه ألّا يقدّم استقالته حتى لا يُحلّ المجلس البلدي.
يقول:”سنة 1976 بعد عودتنا من لبنان،استأجرنا شقة في سمر هيل وبقينا هناك حوالي 8 أسابيع، وعملت ليلى في صناعة الملابس. وكانت خير معين في إعانة العائلة..
سنة 1976 دخلت للعمل في قطاع القطارات وبقيت فيه حتى سنة 2005.
انتقلنا إلى 9 شارع فليت سمر هيل وواصلت ليلى العمل وصنع الفساتين النسائية. تم تسجيل طوني وجوني وأوديت في مدرسة أشفيلد العامة.
أتذكر ذات مرة أن مدير المدرسة استدعاني إلى مدرسة أشفيلد وأخبرني أن ابنتك أوديت يجب أن تكون أعلى بدرجتين في مدرستنا لأنها كانت متفوقة في دروسها.
لاحقًا اشترينا متجرًا في شارع ميلوني (إيست لايك)، وكان المكان سهلاً بالنسبة لي للذهاب إلى العمل.
في مكتب الحجز المركزي، عادةً ما أقوم بالعمل بنظام الورديات، حيث يبدأ الصباح في الساعة 7 صباحًا ويبدأ بعد الظهر في الساعة 2 ظهرًا. لقد ساعدني ذلك في منح ليلى فترة من الراحة في الصباح، لذلك اعتدت أن أذهب إلى سوق فليمنغتون وفي فترة ما بعد الظهر، كنت اذهب إلى متجر كامبل لشراء البقالة. تمكنا من إدارة عملنا حتى بعنا المحل في عام 1982.
وكنّا سنة 1980 ، بعد عودة ليلى من زيارتها الى لبنان،اشترينا منزلنا .
في عام 1982، انتقلنا جميعًا إلى المنزل. حصلت ليلى وظيفة في شركة تموين السكك الحديدية. وحصلت على وظيفة في محطة وينيارد.
بعد مرور 3 أسابيع،
أصبحت ليلى مديرة فرع وينيارد وبقيت في الوظيفة من عام 1982 حتى عام 1992، ثم حصلت على تسريح من السكك الحديدية وبقيت تعمل مع الادارة الجديدة التي اشترت المتجر من شركة السكك الحديدية الحكومية الى أن تقاعدت.
بينما كنا نعيش في منطقة إيست لايك، تم تسجيل روني وسيلفانا في مدرسة سانت تيريز في المنطقة ، بينما ذهبت أوديت إلى مدرسة القلب الأقدس في كنسينغتون، حتى عدنا إلى أشبوري. ثم ذهب توني وجوني إلى جامعة سيدني.
تأسيس الجمعية
سنة 1963 أسّسنا جمعية الجية في منزل الياس سعيد بطرس القزي من مقصبة وأول شخص تولّى رئاستها كان فريد نسيب القزي، وكنت أنا نائب الرئيس مع أربعة أعضاء آخرين. توقّفت الجمعية لسنوات بسبب اعتراض البعض على عدم تمثيل (جبابهم) لكنها بعد فترة عادت وتوالى على رئاستها كل من: يوسف نسيب القزي وامين يوسف البستاني وجان وديع حاتم وشربل جريس ملحم القزي وجورج عبدالله القزي.
ثمّ ترأست أنا الجمعية بين سنتي 1985 و1989″
وكنا نعقد اجتماعات دورية مع سبعة أعضاء.
ثم جاء بعدي كل من جوزيف توفيق البستاني وجان الياس روحانا القزي ووسام جورج القزي وميشال ناصيف القزي وجورج مخايل القزي (ابو شوقي) وحليم جورج القزي.
مساعدة أبناء الجية للحصول على الفيزا
يقول جورج:” سنة 1985 بعد سقوط اقليم الخروب، أراد كثيرون من أبناء الجية المجيء الى أستراليا وكنت أنا رئيسأ للجمعية، وبسعي من ادوار عبيد، توجّهت للقاء وزير الهجرة روبرت راي واخبرته عن وضع الناس.
بعد ذلك مدّدت وزارة الهجرة ثلاثين يوماً إضافياً لتقديم الطلبات، ثم مدّدوها مجدداً تسعين يوماً إضافية ووضعوا قانوناً انسانياً يتيح للشخص تقديم طلب هجرة لوكان مهجّراً منذ ثلاثة أشهر. ويمكن تحت هذا القانون جلب ألفي عائلة.
يضيف جورج:” كنت اتصل من منزلي برئيس دائرة الهجرة ساندي فوكس في السفارة الأسترالية في سوريا وكنت تعرّفت اليه من خلال التجمّع المسيحي وزارني مرتين في منزلي أثناء قضاء عطلته الى أستراليا”.
سهّل جورج قبلان القزي هجرة الكثيرين من أبناء الجية والجوار الى أستراليا وكان وراء مجيء نحو ثلاثين عائلة كانت مرفوضة في السابق. وكان يستدعيهم ساندي فوكس مجدداً ويمنحهم تأشيرات دخول الى أستراليا.
كما ساعد أناساً كانوا في قبرص لكونه كان يعرف مسبقاً المسؤول في السفارة هناك بيتر لاف.
منذ ستنين كرّمته جمعية الجية برئاسة حليم قزي نظراً لخدماته لأبناء البلدة.
لدى جورج وليلى خمسة أولاد
و تسعة أحفاد.
تابع جورج دورات في اللغة الانكليزية قبل مجيئه الى أستراليا في بناية الكابيتول قرب ساحة رياض الصلح في بيروت.
التعرض للخطف
لدى سقوط الجية في كانون الثاني سنة 1976، وفي 25 كانون الثاني سنة 1976 تعرض جورج للخطف عند مفرق النبي يونس في الجية وهو يحاول التوجّه من السعديات الى شحيم حيث له أصدقاء. فأنزله المسلحون من السيارة واحتجزوه عند مفرق النبي يونس في الجية قبل أن يخلصه أحد الأصدقاء. لتكمل عائلته السير الى شحيم.
وبعدما التقى بعائلته توجه جورج الى المطار وسافروا في 2 شباط سنة 1976
تاريخ العائلة
كان جورج مغرماً بالتاريخ وخاصة تاريخ العئلات ، وهو ورث عن والده قبلان مخطزطات بخط يده، وفيها تسبسل العائلة وصولأ الى جدّ العائلة الذي جائ نت الصضفرا في كسروان سنة 1789 أيام الأمير يوسف المعني.
اسم والده بالتسلسل: قبلان ، تامر، حنّا، شاهين، غطاس، ضاهر الذي جاء مع والده الخوري جبرايل وشقيقيه من الصفرا – كسروان الى الشوف هرباً من آل الخازن.
كتب جورج مذكراته باللغة الإنكليزية وفيها الكثير من التفاصيل، وهو يحتفظ بها بانتظار الوقت المناسب لنشرها.
رابط محتصر:https://cedarpost.com.au/?p=15284