أقلاممجتمعمقابلات

أنطوان القزي -الناشط الفلسطيني نبيل القدومي عاد الى سدني بعد غياب ربع قرن ليموت فيها

 سيدر بوست
بقلم أنطوان القزي -رئيس تحرير جريدة التلغراف الاستراليه وموقع سيدر 
الناشط الفلسطيني نبيل القدومي عاد الى سدني بعد غياب ربع قرن ليموت صباح اليوم في بانكستاون
أطلقوا عليه الشائعات أنه سجين وهارب ومتوارٍ وهو كان يتابع دروسه أو يدرّس في أكثر من مكان خارج أستراليا,
نبيل القدومي أسّس اتحاد عمّال فلسطين في سدني وطلّق زوجته اليابانية حتى لا يحرمها والدها من الميراث.
لدى وصولي الى أستراليا في آخر تمانينات القرن الماضي، كنت أسمع باسم الناشط الفلسطيني نبيل قدومي وأنه أسّس سنة 1973 إتحاد عمّال فلسطين في سدني ثم ترأسه لعدة دورات وكان ناشطاّ في منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولاً عن حركة “فتح”.
كما كنت أقرأ له في صحيفتي “التلغراف” و”صوت المغترب” حيث كان يكتب بيانات الإتحاد.
رأيته آخر مرّة في سدني سنة 1992 وكان في الخمسين من عمره يوم ترجّلتُ من سيارتي لأشتري سندويشاّ في منطقة ولومولو في سدني وفوجئت أنه كان يدير ذلك المطعم..
ولم أكن أعرف عنه أكثر من ذلك، وبين الفترة والفترة كنت أسأل أين اختفى الرجل؟. فكان البعض يقول أنه في السجن وقال آخرون أنه هارب ومتوارٍ عن الأنظار، وقال غيرهم أن نبيل قدومي مات!!
وفي شهر تموز سنة 2020 ، فوجئت برجل يتكئ على عكّازة ، يدخل الى مكاتب صحيفة “التلغراف” سائلاً عن أنطوان القزي. وقفتُ وتأملت في وجهه طويلاً حتى عرفته، لقد غيّرته السنون وبدا التقدّم في العمر واضحاً على قسمات وجهه.
بادرني قائلاُ:” جئتُ كي ألقي التحية عليك بعد عودتي الى سدني”. وقال أنه في بانكستاون يزور طبيبه ومرّ عليّ.
ولا أخفي على القرّاء أن مفاجأتي كان مضاعفة لأني لم أكن على معرفة أو صداقة بالرجل حتى يقصدني بعد هذا الغياب!
سألته أين كان طيلة هذه السنوات، فهزّ برأسه وقال:”قصة طويلة”
قلت له:” ما دام الأمر كذلك، فسوف تمرّ عليّ ثانية كي نتحدّث عن هذه “القصة الطويلة”.
وهكذا كان، وصبيحة يوم الأربعاء في التاسع من شهر أيلول سنة 2020، سبقة عصاه من الباب وسمعته يقول”أريد أن أرى الأستاذ أنطوان القزي”
جلسنا الى طرفي الطاولة، ووضعنا أمامنا “ركوة” قهوة لبنانية وبدأ نبيل قدومي الكلام:
وُلِدتُ بنابلس سنة 1942 التي كانت تتبع في ذلك الوقت إلى الأردن كما كانت غزة تتبع الى مصر. والدي عبد القادر توفي سنة 1956 ووالدتي فاطمة توفيت سنة 1974.
تابعت دروسي الإبتدائية في مسقط رأسي وسنة 1967 وبعد حرب الأيام الستة إنتقلت الى عمّان، وهناك تابعت دروسي الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد، وبقيت في عمان حتى سنة 1970 بعد أحداث أيلول الأسود بين الجيش الاردني والفلسطينيين، حيث غادرتُ الى برلين لأن شقيقي طالب قدومي كان يقيم هناك وكان أكمل دروسه في ألمانيا.
بقيت في برلين ثلاث سنوات درستُ خلالها اللغة الألمانية التي أتحدثها بصورة جيدة.
سنة 1973 هاجرتُ الى استراليا بعدما شاهدتُ على التلفاز إعلاناً عن استراليا لفت إنتباهي، فطلبت من شقيقي طالب تقديم طلب لي للسفر الى استراليا، لكن شقيقي إعترض قائلاً له.. “أخشى إذا تركتك تسافر الى استراليا أن تقول والدتنا فاطمة في نابلس أنني متضايق من وجودك معي “، وطلب من زوجته نجلاء إبنة عمّنا أن تحتفظ بجواز سفري الأردني خشية أن أهرب.
لكنني توجهت بعد حين الى القنصلية الاسترالية في برلين وقدمت طلباً للهجرة، وخلال أسبوع كنت في سيدني سنة 1973.
لدى وصولي الى سدني،إستقبلني صديق للعائلة يدعى جهاد مصلح وأسكنني في منزله نحو ثلاثة أشهر وراح يفتش لي عن عمل، إلى ان وجد لي عملاً في دائرة سكة الحديد التي عملت فيها لفترة عشر سنوات.
في هذه الفترة (سنة 1978) تعرفت الى إمرأة يابانية تدعى كوميكو أكاهوشي عن طريق الصدفة.
فقد كنت في المطار مع صديق لي ينتظر خطيبته القادمة من لبنان. وصادف في ذات الوقت وصول طائرة يابانية وعلى متنها إمرأة جاءت في زيارة الى سيدني ورأيتها تحاول استعمال التليفون العام في أحد اكشاك الهاتف في المطار كي تتصل بصديقة لها ،ولكنها لم تكن تجيد استعمال الهاتف، فاقتربت منها كي أساعدها وتعارفنا وزرتها بعد ذلك في الفندق الذي كانت تقيم فيه وأثناء الزيارة دعتني لزيارة اليابان في مدينة هيروشيما.
وأنا كنت أصلاً أتمنى زيارة هيروشيما، فحققتُ رغبتي وزرت المدينة سنة 1979 وطلبت يد كوميكو من أهلها فوافقوا وتزوجنا في ذات العام.
إنتظرت في اليابان أسبوعين حيث أنهت زوجتي الجديدة أوراقها وإصطحبتها معي الى استراليا وبعد ذلك في سنة 1981 زارنا والداها حيث أعددتُ لهم برنامجاً حافلاً.
وسنة 1982 أنجبت منها بنتاً تدعى أماني.
سنة 1984 مرض والد زوجتي كوميكو وطلب من إبنته ان أغير إسمي الى نبيل أكاهوشي كي يورثها أرزاقه، لكنني رفضت وأمام رفضي حاولت هي إقناع أبيها بالعدول عن قراره، لكن والدها أصر قائلاً لها: “إذا لم يغيّر زوجك إسمه فسأعطي ميراثي لأولاد إخوتي”.
عندها قررتُ ان أطلّق زوجتي حتى لا يحرمها والدها من الميراث.
حصل الطلاق سنة 1985 وحصلت هي على ميراث والدها لأنها الإبنة الوحيدة لوالديها وبقيت تعيش في استراليا مع إبنتنا وكانت تعمل في جامعة ماكواري لكنني لم أعد أرى إبنتي منذ ذلك الوقت.
سنة 1989 تزوجتُ من إمراة لبنانية تدعى منى رحمة قضيت معها تسع سنوات وأنجبت منها إبنتين هما دينا وربى.
تطلقتُ من منى سنة 1998.
سافرتُ في ذات السنة (1998) الى برزبن وتابعت الدراسة الجامعية في جامعة غريفيث في العلوم السياسية.
سنة 2004 سافرت الى اسكوتلندا وبقيت هناك حتى سنة 2010 حيث سافرت الى فييتنام ، إنتقلت بعدها الى الجامعة الاميركية في كمبوديا.
ثم إنتقلت الى الفليبين وبعدها عدت الى غرب استراليا.
وسنة 2019 عدت الى سيدني حيث أقمت أكثر من سنة في مأوى للعجزة في منطقة أوبرن لأني أعاني منذ فترة من مرض ترقق العظم.
أعيش منذ شهر تموز 2020 وحيداً في غرفة في منطقة بانكستاون”.
ولمّا سألته عن صحة الإشاعات التي أُطلقت حوله، أجاب:” أطلقوا علي إشاعات انني سجين ومتوارٍ وهارب ، والحقيقة أنني كنت على تواصل مع كثيرين في ذلك الوقت منهم علي قزق وعبد القادر قرانوح”.
انتهى كلام القدومي ، وقال لي أصدقاء له فيما بعد أن هناك مبالغات في ما رواه حول أسفاره.
توفي نبيل القدومي صباح اليوم الأحد 28 مارس آذار في بانكستاون بعد معاناة من مرض اللوكيميا.
رحمه الله
رابط مختصر –https://cedarpost.com.au/?p=9507

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى