فنون

ليليان نمري: لستُ على القائمة السوداء

الممثلة اللبنانية تحضّر لعمل مسرحي من كتابتها

سيدربوستCedarpost

معاناة ليليان نمري، تشبه ما تعانيه غالبية الممثلين اللبنانيين الذين ينتظرون الفرَج كي يزاولوا المهنةَ بشكل مُنْتَظِمٍ ليتمكّنوا من الاستمرار.

ولكن نمري، تعاني هموماً وهواجس أخرى كسائر المواطنين اللبنانيين الذين يَدفعون ثمنَ الفساد على الصعد كافة كما تقول.

  • ما أسباب العِتاب الذي تتحدّثين عنه في منشوراتك على حساباتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

– العتاب ليس شخصياً في منشوراتي، بل أتحدث بشكل عام، ولم أَقُلْ في أي منشورٍ إن الممثل لا يعمل، لأنني أعتبر ذلك نوعاً من التسوّل، بل أكتب دائماً «الله يستر آخرتنا، وما نعوز العالم».

منشوراتي تدور حول وضع النان وكبار السن في لبنان. والفنان إنسان ولديه مطالب بحاجة لأن تتحقق. وفي لبنان لا يوجد احترام لكبار السن والأطفال والنساء ولا أيضاً للحيوان. لا أتذمّر، ولكنني مواطنة لبنانية تدفع الضرائب المتوجبة عليها عندما أعمل في المسرح أو في مسلسل تلفزيوني، ولا يمكن أن أغادر أرض المطار إذا كانت هناك مستحقات متوجبة عليّ للمالية. وبما أننا نعطي الدولة حقوقَها فأين حقوقنا؟ أنا أدفع للبلدية والكهرباء لأنني معروفة ويهمّني المحافظة على اسمي.

ولكن إذا مرضنا ولجأنا إلى وزارة الصحة يرمون بنا على «الشاريو» كـ«شوال البطاطا»، بينما هناك مَن يقفلون طوابق وأجنحة في المستشفيات عندما يَمرضون لأن الفساد «ضارب في لبنان حتى العظم». وحتى المستشفيات التي يَعتبر العاملون فيها أنفسهم أنهم ملائكة الرحمة لا يبالون بالمريض إذا لم يكن متعاقداً مع إحدى شركات التأمين.

ولديّ متابعون من كل الطوائف ومختلف الاحزاب، وكلهم يعرفون أنني أجمع ولا أفرّق بين الناس، لكن مشكلة اللبنانيين أنهم مختلفون دائماً ويفضّلون الزعماء على أنفسهم. وعندما أتحدث عن موضوعٍ معين، فإنني أقصد به كل اللبنانيين، لكن البعض يعّلق ويَعتبر أنني أقصد زعيماً في ذاته وهو بكلامه يؤكد فساد زعيمه.

 

نحن الفنانون كنا نأمل أن نكون مكرَّمين عندما نتقدم في السن. وأنا أعرف أن الناس يقدّروننا ويحترموننا، ولكن الدولة لا تهتمّ بنا. بلغت سن التقاعد، وبدل إعفائي من دفع الاشتراك لصندوق النقابة الذي يحظى بدعم عدد من المطربين اللبنانيين، تم تمديد السن إلى الـ 70 عاماً بحجة أن هناك ممثلين لا يزالون يعملون مع أنهم تجاوزا سن الـ 64. وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني لست قادرة على دفع قيمة الاشتراكات، بل أحاول أن أشرح حقيقة ما يحصل.

 

  • ولماذا أنت بعيدة عن الشاشة منذ أكثر من عامين، هل بسبب قلة العروض؟

 

– لا أنكر أنني تلقيتُ عروضاً عدة، ولكنها كانت دون المستوى الذي وصلتُ إليه اليوم، حتى أنني اعتذرت منذ عامين وحتى اليوم عن ستة مسلسلات.

 

  • لكن بعض الممثلين يقبلون بأدوار غير مناسبة كي يتمكّنوا من الاستمرار في الحياة؟

 

– ربما أصل إلى وقت أفعل مثلهم، ولكن بما أنني مكتفية حالياً فلن أفعل ذلك.

 

  • وما مصدر أموالك بما أنك لا تعملين؟

 

– شاركتُ قبل عامين كضيفة شرف في 5 حلقاتٍ من مسلسلٍ سعودي وتم تكريمي مادياً وتقاضيتُ أجراً مناسباً جداً، ومع أنه لا يبلغ آلاف الدولارات، ولكنني أعيش منه. أنا أعيش بمفردي وأعيل نفسي بنفسي وأشكر الله على كل شيء. أنا فخورة بنفسي كثيراً لأنني بنت بيت وأعرف كيف أدبّر أموري، حتى أنني أقوم بأعمال المنزل بيديّ ولا ينقصني سوى دورة في أعمال «السنغرية»، فأنا أدهن بيتي وأخيط الستائر والوسائد بنفسي ويمكن أن أصمد سنة كاملة من دون عمل. لكنني أحب أن أوضح للمخرجين أن رفضي لأي دور لا يتوقف على مساحته، لأن الأدوار الكبيرة وأدوار البطولة والأدوار التي تكون من الجلدة إلى الجلدة لا تهمّني، بل يهمني الدور الذي يضيف شيئاً. ومثلاً، شاركت في 21 مشهداً في مسلسل «ع أمل» المُؤلّف من 30 حلقة، شاركتُ وكسّرتُ الأرض، ولذلك لا أريد أن يظنّ المخرجون أنني رفضتُ بعض الأدوار بسبب صغر مساحتها، بل لأنني كنت متأكدة أنها لن تضيف لي شيئاً ويمكن أن تضيف لممثلة غيري لا تملك نفس قدراتي.

 

  • هل نفهم أنك ستجدين نفسك مجبَرة على تقديم تنازلات خلال الفترة المقبلة؟

 

– أتمنى ألا يحصل ذلك، ولكنني قد أفعل كي لا أموت من الجوع أو عندما أجد أنني بحاجة لمساعدة الآخَرين، إذ عندها سأوافق على دور يكون مقبولاً بنسبة 50 في المئة بالنسبة إليّ، وما دون ذلك لن أقبل على الإطلاق.

 

  • هل هناك تمييز في التعامل مع الممثلين بمن فيهم الذين بلغوا أعماراً معينة؟

 

– لا أعرف، وفي الأساس الأعمال ليست كثيرة كي نلاحظ هذا الأمر، لأننا وصلنا إلى مرحلة إنتاج مسلسل واحد في السنة، وهذه خسارة كبيرة لشركات الإنتاج التي كانت تنتج أربعة أعمال سنوياً، وكانت الفرص متوافرة أكثر، ولذلك أنا لا ألومها أبداً.

 

  • ولكن توجد منصات أيضاً؟

 

– هذا صحيح، ولكن القرار يعود لها في كل تفاصيل العمل.

 

  • حتى في اختيار الممثلين؟

 

– طبعاً، حتى انها تختار الكتّاب والمخرجين.

 

  • وهل هذا يعني أنك لستِ اسما مرغوباً عندها؟

 

– سبق أن شاركتُ في أعمال لمصلحة إحدى المنصات، ولو كان هناك إشكال على اسمي لَما وافقوا عليه. فأنا لست على القائمة السوداء عندهم. وفي العادة، شركة الإنتاج هي التي تطرح الأسماء، والمنصة توافق أو لا توافق عليها.

 

  • تم تكريمكِ بزرع شجرة أرز تحمل اسمك في أرز الباروك. فهل يفرحك هذا النوع من التكريم أم يسبّب لك غصة لأنك بحاجة لتكريم من نوع آخَر؟

 

– لا أفكّر بهذه الطريقة، وسعيدة جداً لأنه تم زرع شجرة باسمي في محمية أرز الباروك، وقبلها زرعت شجرة باسمي في محمية كفرذبيان، لأن هذه الأرزة تخلّد اسمي بعد موتي، وهذا أعتبره تكريماً أبدياً.

 

  • هل من مشاريع جديدة؟

 

– هناك عمل مسرحي يتم التحضير له وهو من كتابتي وإنتاج إحدى الشركات.

 

  • وتلفزيونياً؟

 

– تم التواصل معي لتصوير مسلسل خارج لبنان وسيتم التأكيد عليه والتوقيع على العقد في نهاية شهر سبتمبر المقبل.

https://www.alraimedia.com/article/1737523/فنون/ليليان-نمري-ل-الراي-لست-على-القائمة-السوداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى