أخبار

لبنان:  أسد ينهش طفلاً في حديقة حيوانات نهر الكلب

الطفل يحمل الجنسيتين الأسترالية واللبنانية

 

سسيدربوست Cedarpost

نجا طفل لبناني في الثالثة من عمره بأعجوبة نادرة، بعدما كاد أسد مفترس أن يلتهمه أثناء زيارته حديقة للحيوانات في منطقة نهر الكلب، شمالي بيروت، بعدما انتزعه جده ومساعده من بين أنياب الأسد الذي غرز مخالبه في عنق الطفل وجسمه وأصاب ثلاثة أشخاص بجروح بالغة.

وروى الجد تفاصيل الحادث، لوكالة سبوتنيك، وهو طبيب لبناني معروف ورئيس إحدى أهم مؤسسات العمل الأهلي في لبنان أنه في 13 ديسمبر الجاري، أقل أحفاده الثلاثة، (6 سنوات)، (4 سنوات) و(3 سنوات)، ومعه مساعده، إلى حديقة الحيوانات بقصد الترفيه عنهم.

يقول الجد: “كنت أتخيل حدائق الحيوانات الحديثة في الغرب، والأطفال يناولون الحشائش للحيوانات، وهم يراقبون أشكالها، ويتعرفون على بعض أساليب حياتها، فيكون للزيارة هدف ثقافي وترفيهي في الوقت نفسه، ولم أكن أتخيل للحظة ما حدث معنا، إذ بينما كنا نتجول في الحديقة، رأينا أكثر من أسد، داخل الأقفاص، بينها أسد ولبوة ممددان على طاولة في أحد الأقفاص. عندما رأى الأطفال الثلاثة الأسود اندفعوا نحوها، فركض الطفلان في الممر يساراً، والطفل الضحية يميناً حيث يقبع الأسد واللبوة، وخلال لحظات فوجئنا وقد أمسك الأسد يده، وراح ينهشه في كل أنحاء جسده، محاولاً إدخاله من بين فتحات الحديد الواسعة ليفترسه. جن جنوننا، فركضنا في اتجاهه بسرعة البرق، حاول مساعدي الشاب أن ينتزع الطفل من بين أنياب الأسد، فغرز أنيابه بيديه الاثنتين، لكنه لم ييأس، وبقي ممسكاً به، ووجدت نفسي أندفع بقوة نحوهما، وقد رأيت الأسد بأم عيني وهو يحاول إدخال الطفل من تلك الثغرة. كان الشاب يشد الطفل من الأمام، والأسد يشده من الخلف، فما كان مني إلا أن أمسكت الطفل من جهة أنياب الأسد وحضنته، غير آبه بضربات أنياب الأسد على يديّ، وشددت مع الشاب بقوة ذلك الجسد الطري المرتبك الذي يفر منه الدم، لنخطف أخيراً الطفل من بين الأنياب”.

تابع الجد: كل ذلك حصل في لحظات قليلة. ثم لا أتذكر كيف كنت أصرخ! وماذا كنت أقول! ولا أعرف من أين أتتني تلك القوة، ولماذا لم أسقط منهاراً أمام المشهد. كل ما أذكره، في تلك اللحظات القليلة، أن صورة ابني حلقت في مخيلتي، وقد خطفه الموت من حضننا وهو فتى (اختناق في شاليه في أحد المنتجعات الجبلية في كسروان)، توازت مع صورة حفيدي، في ومضة عين تخيلت فيها حال ابنتي الحامل التي كان يمكن أن يخطف الأسد ابنها.

وأكمل: حضر صاحب الحديقة إثر صراخنا وصراخ الناس، وقال إن لديه تأميناً على الحديقة، وأنه يفضل أخذ الطفل إلى مستشفى بعينه، لكننا آثرنا الذهاب فوراً إلى أحد مستشفيات بيروت الجامعية، وفي الطريق اتصلت بمدير المستشفى وهو صديق، كي يطلب على الفور جراحاً عاماً وجراح تجميل، وأخبرت زوجتي وابنتي، والدة الطفل، أن الطفل جُرح في يده، ونحن في طريقنا إلى المستشفى، من دون أن أشير إلى أية حادثة. بقينا كل النهار في غرفة العمليات لتضميد جروحه، وقد احتاج الطفل إلى بنج عمومي، ففي جسمه 21 جرحاً، معظمها بليغ، إذ دخل ناب الأسد في يده النضرة عميقاً حتى الجهة الأخرى، وقد حاول الأسد أن يضرب شريان رقبته، لكنه لم يصبه، وكذلك أمسكه من ظهره وفخذه. كان الأمر مؤلماً، لكن الطفل، ولله الحمد، يتابع علاجه حالياً في المنزل”.

وأضاف: ما زلنا، بعد أكثر من أسبوع، مأخوذين بالصدمة، تنهشنا أحلام مرعبة، نتساءل بذهول؛ ماذا لو لم نستطع إنقاذه؟ أي دمار كان يمكن أن يصيب حياتنا كلنا في العائلة! تخيلوا معي كيف يمكن لشخص أن يرى فلذة كبده يفترسه أسد أمام ناظريه! إنه مشهد مروّع، لا نتمنى أن يجربه أحد!

هذا ما حصل الاثنين الماضي في نهر الكلب، إحدى أكبر حدائق الحيوانات. يؤكد أحد أفراد عائلة الطفل أن الأسد تمكّن من مهاجمة الطفل بسبب غياب الإجراءات الوقائيّة وانعدام الصيانة، إذ إنّ الفواصل الحديدية مهترئة وبعضها مكسور، كما الفاصل الخشبي الذي لم يكن موجوداً خلال زيارة العائلة إلى الحديقة. كما أن الأسد بدا نحيلاً، وبسؤال أصحاب الخبرة أكد هؤلاء أن الأسد لا يفترس الزوار بهذه الطريقة إلا في حال كان جائعاً علماً أنه يحتاج إلى 10 كيلوغرامات من اللحم يومياً بحسب ما يذكر الموقع الإلكتروني الخاص علماً أنه يفترض أن تكون الحيوانات المفترسة داخل قفصين حديديين لإبعادها عن الزوار مع وجود ساقية مياه أو عوازل زجاجيّة تحيط بها. غياب الرقابة يشبه إلى حدّ بعيد «غياب» القضاء عن الملف. إذ إن صدمة أهل الطفل بعدما تقدّموا بشكوى قانونية ضد أصحاب الحديقة عن طريق سفارتي بريطانيا وأستراليا اللتين يحمل الطفل جنسيتهما، كانت بترك صاحب الحديقة رهن التحقيق بعد التحقيق معه في مخفر انطلياس. كما لم تعمد المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية كارمن غالب إلى إقفال الحديقة إلى حين انتهاء التحقيق كتدبير احترازي حمايةً للزائرين، بل أبقت على الحديقة مشرعة الأبواب وتركت مالكها بعد أن اقتنعت بما قاله بأن الطفل ذي الثلاث سنوات أخطأ باقترابه من القفص

رابط مختصر:https://cedarpost.com.au/?p=12638

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى