فؤاد تومايان وصل منذ 39 عاما وحقق النجاح في أستراليا
أسس اتحاد الفنان التشكيلين العرب في ملبورن
سيدربوست Cedarpost
كان أول عمل امتهنه المهاجر السوري فؤاد تومايان في أستراليا مخالفاً تماماً لما تعودَ عليه في حلب ولبنان والكويت. فبدأ يعمل في مجال تصميم وطباعة الأقمشة في شركات متخصصة في هذا المجال لمدة 15 عاما متواصلة.
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، عبارة قالها الشاعر الراحل محمود درويش تمثل مسيرة حياة الفنان التشكيلي الأسترالي السوري فؤاد تومايان في رحلة حياته وتنقلاته.
منذ أن ترك مدينته حلب شاباً يافعاً متوجهاً إلى لبنان، عمل مع أشهر الفنانين فيها، في رسم لوحات “أفيش” الأفلام على جدران دور السينما في بيروت.
ثم انتقل إلى الكويت وعمل في صحفها ومجلات الأطفال إلى أن قرر أن يحمل طموحه وفنه ويهاجر إلى استراليا عام 1982.
عن أول يوم وصل فيه مدينة سيدني، قال”كان في استقبالي مجموعة من أصدقائي الصحفيين، أذكر منهم رئيس تحرير جريدة النهار الأسترالية بطرس عنداري، وكانت لحظة مليئة بالفرح للدخول بتجربة جديدة، فلم أشعر بالغربة لوجودهم معي”.
انتقل إلى مدينة ملبورن بحكم وجود صديقه هناك منذ الصغر. أحب المدينة واشترى منزلا فيها، مما جعله يشعر بالاستقرار والأمان للبدء بحياة مهنية جديدة في بلاد المهجر.
كان أول عمل امتهنه في أستراليا مخالفاً تماماً لما تعودَ عليه في حلب ولبنان والكويت. فبدأ يعمل في مجال تصميم وطباعة الأقمشة في شركات متخصصة في هذا المجال لمدة 15 عاما متواصلة.
في خضم التنافس التجاري في تلك الفترة والتكلفة العالية في مجال تصميم الأقمشة والتنافس الصيني، أقفلت شركات طباعة الأقمشة في أستراليا أبوابها، مما أضطر فؤاد للبدء في رحلة مهنية جديدة في تصميم الغرافيك التي أبدع فيه وحقق اسمه في السوق علامة بارزة في ملبورن.
عن رحلة الهجرة إلى أستراليا قال: “ليس بالضرورة أن تكون الهجرة رحلة من المعاناة، إذا كان المهاجر قد خطط لها جيدا. فأنا ومن خلال عملي في الكويت استطعت أن أجمع مبلغاً جيداً من المال لأستقر في أستراليا وهذا منحني كثيراً من الدعم في بداية مسيرة هجرتي هنا “.
وصنَّف فؤاد المهاجرين والهجرة إلى نوعين: الأول، مهاجر اضطرته ظروف بلاده بسبب الحرب أو ضيق الحياة الاقتصادية للهجرة؛ فهذا يبدأ هجرته بصعوبة ومشقة لأنه فقد الكثير في بلاده نفسياً ومالياً. بينما النمط الآخر، هو طالبٌ للهجرة خطط وجهز نفسه لها لفتح آفاق جديدة، ومُستشرفاً المستقبل في مكان جديد. وهذا وضعه أفضل إلى حدٍ ما.
وعن سبب هجرته قال: “الكويت أعطتني الكثير، لكنني لم أتمكن من الحصول على إقامة دائمة أو جنسية هناك، وبسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة في الدول العربية الأخرى فقد كنت متطلعاً للاستقرار والأمان، لذلك قررت الهجرة إلى استراليا”.
أسس فؤاد تومايان اتحاد الفنان التشكيلين العرب في ملبورن وترأسه لمدة خمس سنوات. بعدها انخرط في جمعية الفنانين التشكيلين الأستراليين في فيكتوريا ليحصد عدة جوائز في الرسم والنحت.
عن مدينته حلب قال: “هي مدينة الحضارة والإرث الذي تغذينا منه في وجداننا وقدمناه في كل مكان ذهبنا إليه، وكونها على حدود تركيا فقد ربطَها خط تجاري مع أوروبا وهذا أكسبنا الكثير”.
وأضاف: “أجمل ما يُميز أهل حلب المحبة والألفة، فالحلبي إن جئته غريباً أسكنكَ منزله حتى تجد مكانك ويساعدك حتى تقضي ما تريد”.
ويرى تومايان في أستراليا الاستقرار والأمان والتزام أهلها بالتعليمات التنظيمية وهو ما ينقص حلب والدول العربية بشكل عام. موضحاً أنه في إحدى زيارته لسوريا، استهجن كثير من الناس وضعه حزام الأمان عند ركوبه السيارة واتهموه بالخوف”.
وعن اندماج الجالية العربية في استراليا قال: “الاندماج يأخذ وقتاً طويلاً بسبب حاجز اللغة، لذلك تجد الجالية تنقسم في مجموعات لتكسر هذا الحاجز”.
ولو عاد به الزمن هل سيهاجر؟
“بالطبع، ومع الوضع الصعب في العالم العربي حاليا أصر على الهجرة أكثر”.
ويوصي فؤاد تومايان المهاجر الجديد بالصبر حتى يتحقق له الاستقرار والأمان في أستراليا، مستشهداً بموقفٍ لأصدقائه عند أول أيام هجرتهم قائلين في ذلك الوقت ليتنا ما جئنا ولماذا جئنا” فيقول لهم فؤاد “اصبروا” وبعد مرور الوقت تغيرت وجهة نظرهم ليقولوا “الحمد لله أننا جئنا.” عن :أس بي أس