ثقافة

صحراء الصقيع

يرشحُ الضوءُ في أقبيةِ المساء

 

صحراء الصقيع

 

انطوان القزي

 

يرشحُ الضوءُ في أقبيةِ المساء

وتطوف يراعةٌ أسرّةَ الراحلين

تلعقُ خيالاتِهم

وترسم ملامِحهم على جدران الأديم..

هنا كتبتْ شيماءُ أقصوصةَ الغَجرْ،

ورفعَ الآسُ رحيقاً الى الإله

هنا لوّنتْ حوراءُ عيونَ المناديل،

واستراحَ الصبحُ على ثغرِ حوّاء

***

أقفلت مهابيجُ المساءِ حاناتِها

وانزوى خوذيٌ هارب من حافلةِ الصقيع،

يعاقر ما تبقّى من مسامِ الدنان

***

أسدلتْ بناتُ الغسَق ضفائرَ الغروب

واستباحت موائدَ النجومِ

تلملمُ الأقباسَ ازراراً لصدورها

وترشفُ الأنسامَ وقودَ السهر

***

وعلى رصيفٍ هارب

بقايا قبلات تأنفُ الرحيل،

تعانقُ ما تبقّى من قناديل

قوتاً لصباحاتٍ آتية،

***

وترمق وريقةٌ صفراء

أوكارَ الساهرين في عتمةِ المدينة،

تلامسُ جراحَ النوافِذ

تأسرُ عبَقَ الدخان

تختلسُ لحظةَ جنونٍ

تقفزُ الى الداخل

ليغتالَ العراءُ أحلامَها العذراء

***

يمرُّ هزيعٌ مراهق على حافةِ السَحَر

يرتِقُ ثوبَها الأحمر

يافطةً على شبابيكَ سافرة:

«هنا صحراءُ الصقيع»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى