
سيدربوست Cedarpost
قالت:” تحبو على صدري نهداتُ الغسَق، ويرشفُ القبطان ظلّ ضفيرتي، والريحُ تمالحُ شفتَيّ خبزاً وسمكاً”.
.. وأقفلتْ مرايا الصبحِ على وجنتَيها غمامتين وشراعاً، وغادر الهزارُ ضَوع الطلول، يفيءُ إلى ساريةٍ مراهقة، يبحث في لعابِ الموجِ عن وجهٍ لها.
فالت :” وما حيلتي وسوارُ الأقاح يسبرُ الغدائر، يشدّ معصمي مرساةً يافعة، وبسمتي تلازمُ الضفاف وتعشق الرحيل”؟.
.. تسرق المراكبُ رذاذَ الأفق وصوتُ الهزيع يشقّ التلال.. وطفلٌ شقيٌّ يصِيد القمر، وخيلُ النجومِ تدقُّ الطبول وطيفُ الوصال يحوك الدروب.
قالت:” يشعل الصمتُ ملامحي، يحفرُ الضوءُ في أهدابي سطورَ مفاتنه، والثوبُ يخشى نسيماً يشقُّ إزاري، يسقي جراحي ويألفُ الظلام”.
ترفل الجدائل أغنية الجذوع، يعصرُ الدنُّ ريقَ الدوالي والسقفُ سماءٌ والحلمُ شموع، وأنامل تغمرُ الجدار وصبيةٌ تحرق النعاس.
قالت:” تزِينُ الدموعُ صلاة الضحى ويرسمُ الصقيعُ جنونَ المغيب.. أعدُّ ورودي ويصحو الدجى، أصيرُ حياءً وجفناً غريباً وخلفي شموسٌ ترومُ السفر”.
.. على بابها تغزلُ أسرجةَ المهابيج، وشبّاكُها المفتونُ سردابُ غجَر، ويدٌ تحبسُ يديها، وماردُ السحابِ يبسطُ هودجَ العروس وسيفُ البرقِ يمحو أغنيةَ البال.
- نشرت منذ عشرين سنة في “التلغراف” في مثل هذا الأسبوع
- رابط مختصر: https://cedarpost.com.au/?p=12399