
سيدربوست Cedarost حسين علي- كاتب عراقي
جلستْ على ذلك الجرف والحزنُ يتملكها ويضمها بين ثنايا ردائه، يشد على قلبها كأزرار تحتضن بعضها بقوة، تضغط بقسوة على جسدٍ بالٍ ضاقَ به ضنك العيش وتقطعت اوصاله في مجزرة الأيام.
تعاتب امواج المياه التي احتضنت بين طياتها زهرة ربيع قد أينعت و اكتمل بدرها واشتد جمالها وفاق سحرها في الورى.
تئن تلك الأم وأي أنين، تبكي و أي بكاء و أي نحيب و يا الهي من تلك الدموع التي أحرقت وجنات خديها.
إذا ما جنّ الليل و جنّ سهاده ولاحت سكاكينه العرناء تقبل القلوب بسخاء. توقد تلك الأم الشموع على حافة ذلك الجرف ذلك النعش في أبشع لحظات الانتظار.
كم تريد أن تعانقها عناق ألف عام
تعانقها عناق الأرض القاحلة لِحبات المطر.
كم تتمنى ولا ينفع التمني حينما نتمنى أو نريد أن نتمنى.
كم تتمنى لو منعتها من الذهاب إلى السفرة و أخذت بيدها الى بيت جدتها و تناولوا العصرونية و عادوا والسعادة تغمرهم في المساء.
وكم تندمت لو ذهبت معها حتى تزاحمها الموت، تشاركها رحلتها، تشاركها النعش
تشاركها اللحد أهون إلى قلبها من الوحدة و شوق الأيام وأنين الذكريات. فقدان الشعور في ذلك الشعور الذي يقتلها كل برهة.
مهما كانت مغريات الحياة جميلة ورغم ثوبها الأبلق إلا أنه يضمر بين طياته ونقشاته المغرية ثعباناً يسيل السمّ من بين انيابه.
آه ما أتعس الحياة !
آه من جور الدنيا و بشرها !
رابط مختصر: https://cedarpost.com.au/?p=11492